الاثنين، 8 يونيو 2020

العالم واللايقين الإيديولوجي


في كل لحظة يمر فيها العالم من أزمة ما أو وباء أو حالة من الخوف الناتج عن الكوارث كما يحدث اليوم بسبب كورونا... تظهر وتطفو على السطح تلك الصراعات والتجاذبات الإيديولوجية بفعل الحاجة الطبيعية إلى مخلص ما، هنا تبدأ تلك الاراء المتضاربة كل طرف كان حزبا أو دينا أو نظاما... كل واحد يبدأ في الدفاع عن ايديولوجيته الخاصة حد التعصب،وإظهار كيف أنه بإمكانها تخليصنا من جميع مشاكلنا وتلميع واقعنا ليصبح ورديا خاليا من الشوائب...


هنا يبدأ الإشتراكيين في وصف الرأسماليين بالمتوحشين الغزاة والجشعين... بينما الرأسماليين الشيوعيين بالفوضويين والمدمرين والمناهضين للعنف... ودينيون يصفون اللادينيين الملحدين الزنادقة والكفار وأن كل ما يحدث بسبب غظب الله عليهم... بينما يعتبرهم اللادينيون أصحاب فكر ظلامي رجعي قديم لا يهتم بالعلم والحداثة والتقدم...هكذا يحول كل طرف إقصاء الآخر والقضاء عليه في مقابل فرض مذهبه الخاص.

   هو حال عالمنا  هذا في ظل إصابتنا بمرض التبعية للإديولوجيات في مقابل هروبنا من الفن والإبداع والحب والعيش بعيدا عن الصراعات المتطرفة التي تجعل حياة التجمعات البشرية عبارة عن جحيم لا يطاق للكثيرين المرغمين في الغوص الى دهاليز واقعنا المر هذا.


الأربعاء، 3 يونيو 2020

مظاهرات الولايات المتحدة الأمريكية بين العنصرية و الإنزياح


"لا أستطيع التنفس" الكلمة الأخيرة لجورج فلويد وهو يموت اختناقا، شاب في الأربعينيات من عمره تم القبض عليه من طرف شرطة مينيابوليس بالولايات المتحدة الأمريكية بسبب أفعال لا نعرف حيثياتها فالحدث التالي شكل أكثر أهمية من سبب إعتقاله، فبعدما تم وضع الأصفاد في يديه من طرف رجال الأمن، تم وضعه قرب السيارة ووجهه ناحية الأرض وفي لا مبالاة تامة قام شرطي بوضع ركبته على رقبة جورج الذي بدأ يصرخ ويتنفس بشكل ضعيف إلى أن غادرت الروح جسمه، كل هذا وقع أمام كامرا في الشارع سجلت جميع حيثيات الجريمة،


بداية التظاهرات الشعبية بمينيابوليس :


من الطبيعي وبعد عدة سنوات من الإقصاء تجاه السود   والتمييز العنصري من طرف الشرطة أن يثور كل من تحمل بشرته اللون الأسود في دولة لطالما وصفت بالديموقراطية و العالم الجديد أو حتى شرطي العالم، في ظل قيادة دونالد ترامب لسفينة هذه الدولة العظيمة التي طالما دعت الدول الأخرى لحماية حقوق الانسان واحترام مجتمعاتها.


غموض بموازات مع التظاهرات السلمية:


من المعروف وكما صرح الرئيس الامريكي دونالد ترامب أنه للشعب حق التعبير عن الغضب والإحتجاج ضد الجريمة الشنعاء، لكن مالم يجب تحليله أكثر هو كيف يمكن لشعب متطور و مثقف ورائد على المستوى العلمي بشكل خاص أن يقوم بأحداث شغب  من حرق وتخريب وتدمير ممتلكات عامة لدولتهم كإدارات وسيارات الشرطة كما تم إضرام النيران  في المقاهي و السيارات الخاصة...كل هذا أدى ب ترامب إلى التأكيد في خطابه الأخير أن من يقوم بأعمال الشغب هم الشيوعيين الفوضويين  و أفراد من حركة أنتيفة التي تم تصنيفها كحركة إرهابية ليواصل دونالد تصريحه بوعوده للشعب أن العدالة ستتخذ مجراها وفي المقابل فإن أشد العقوبات في انتظار المشاغبين المدمرين لدولة usa.


في الأخير يمكن طرح العديد من الأسئلة  من قبيل :
ما علاقة ما يحدث بالحملات الأنتخابية الأمريكية وخاصة أن هذه الاخيرة لا تفصلنا معها إلا شهور؟؟
هل يمكن القول بأن أمن الولايات المتحدة الأمريكية كأكبر جهاز مخابراتي في العالم سيقف مكتوفي الأيدي أمام هذا التخريب؟؟؟
أم أن هذا شىء مخطط  داخلي للإطاحة بأفراد من البيت الأبيض ؟؟؟
أسئلة قد تجعلنا منفتحين على عدة فرضيات ستظهر حقيقتها مع شهور قليلة.


الثلاثاء، 2 يونيو 2020

تنبؤات ما بعد كورونا covid 19


من المعلوم أنه من الثقة الزائدة الإعتقاد بقدرتنا على معرفة و استشراف ما سيحدث مستقبلا بنسبة كبيرة و مؤكدة لكن جل الاحداث التاريخية التي عرفها العالم منذ الأزل علمتنا أنه بمجرد مرور الكوكب من أزمة ما تنتج عنها تغيرات وتمظهرات جديدة وتجعل موازن القوى تتباين وتختلف عما سبق، لذا فنحن في صدد محاولة التفكير في ما قد يحدث بعد القضاء على الوباء الفتاك covid 19، ومن الطبيعي كذلك أن نعلم أن تنبؤاتنا هذه نسبية بامتياز ولا نعتبرها حقائق مطلقة.


يبدو أن العالم يمر بمرحلة عصيبة لم يعرف لها مثيل، و بموازات مع ذلك لا يجب نسيان الصراعات الايديولوجية السياسية والدينية التي تدور في ساحات عالمنا هذا، فدول تحاول فرض سيطرتها على أخرى ودول تريد السيطرة على الأسواق العالمية، بينما هناك بلدان تعاني من الهشاشة تقاوم الصراع باقتصاداتها الفقيرة، كل هذا خلق لنا عالم يعيش في حالة من التباين و التناقض والتمايز يجعل كل بلد يطمح نحو الريادة والقيادة، ما خلق صراعات خطيرة وخاصة بين القوتين العالميتين الصين و الولايات المتحدة الأمريكية في خضم تسابقهما نحو الريادة الإقتصادية والسياسية ما خلف قرارات غير مسبوقة كامتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن تقديم دعم مالي لمنظمة الصحة العالمية حيث اتهمتها بالتواطئ مع الصين و إخفاء معلومات عن الوباء وقد سارت على نهج usa دول أوروبية كفرنسا، ليرد وزير خارجية الصين على ذلك بأن الصين تستعد في الدخول بحرب باردة مع الغرب وأمريكا خاصة. 
لتبدأ صناعة حلفاء جدد على المستوى العالمي قد تعجل بسقوط نظام القطبية الواحدة والدخول في منافسة قوية على المستوى الاقتصادي و السياسي والعسكري قد تمتد الى قيام حرب عالمية تالثة.