الاثنين، 8 يونيو 2020

العالم واللايقين الإيديولوجي


في كل لحظة يمر فيها العالم من أزمة ما أو وباء أو حالة من الخوف الناتج عن الكوارث كما يحدث اليوم بسبب كورونا... تظهر وتطفو على السطح تلك الصراعات والتجاذبات الإيديولوجية بفعل الحاجة الطبيعية إلى مخلص ما، هنا تبدأ تلك الاراء المتضاربة كل طرف كان حزبا أو دينا أو نظاما... كل واحد يبدأ في الدفاع عن ايديولوجيته الخاصة حد التعصب،وإظهار كيف أنه بإمكانها تخليصنا من جميع مشاكلنا وتلميع واقعنا ليصبح ورديا خاليا من الشوائب...


هنا يبدأ الإشتراكيين في وصف الرأسماليين بالمتوحشين الغزاة والجشعين... بينما الرأسماليين الشيوعيين بالفوضويين والمدمرين والمناهضين للعنف... ودينيون يصفون اللادينيين الملحدين الزنادقة والكفار وأن كل ما يحدث بسبب غظب الله عليهم... بينما يعتبرهم اللادينيون أصحاب فكر ظلامي رجعي قديم لا يهتم بالعلم والحداثة والتقدم...هكذا يحول كل طرف إقصاء الآخر والقضاء عليه في مقابل فرض مذهبه الخاص.

   هو حال عالمنا  هذا في ظل إصابتنا بمرض التبعية للإديولوجيات في مقابل هروبنا من الفن والإبداع والحب والعيش بعيدا عن الصراعات المتطرفة التي تجعل حياة التجمعات البشرية عبارة عن جحيم لا يطاق للكثيرين المرغمين في الغوص الى دهاليز واقعنا المر هذا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق